السبت، 8 ديسمبر 2018

(جواز سفر )
............................
                   كنا نعيش بسلام في بيت دفء وأمان ...
الكل يلتف حول مدفأة والجدة تحكي قصص أيام زمان ...
                      بيوت عامرة بالحب والحنان . ..........      ..
ما كان باب يغلق وفي الصباح الكل يلقي السلام ..
العصافير تشبك أعشاشها على أغصان الأشجار تطرب الحي والسكان ..
وحفيف أوراق النخل يعانق الروح يروي كل ظمآن ...
نافورة الماء تشدو كما صوت أصيل...... أتقن الغناء....  تلتف حوله العصافير تغرد   لتعانق أهازيج الأهالي ، ورائحة الخبز تفوح منها طيب عشرة تحفظ أهله الكرام ...
 بيوت كلها تتواصل مع كل تحية صلاة فجر يُحفظ  بالأذكار  وتواصل الأرحام....
كل يذهب إلى  عمله مودعًا ...ينتظر المساء ليلتم شمل الأحباب والجيران .....
.ما أجمل الأفراح حينما الكل يشارك ويمتلئ الحي بزغاريد تبهج المكان ......
.وبالأحزان يلتمون على مصاب واحد كما الجسد للروح توْءَمان...
ما كنا نفكر بجواز سفر يبعدنا  ولا نستوعب معنى البعد والهجران ...
.وهكذا كانت البلاد كلها تعيش العادات والتقاليد تتبادل التحيات والسلام ..
.إلى أن تغير شيء أفقدنا رويدا رويدا كل مباهج الأيام ........
دخل غريب بيوتنا فرق الخل عن الخلان ....
أصبح حلمنا السفر بعدما فقدنا الأمن والأمان ...
ظننا أننا ستغير أقدارنا  لكن الفراق كان أقوى بصمة للحرمان ..
.أصبحنا نعيش الوحدة وعلينا أن نتحدى المكان والزمن ...
.تفرقت الدروب والطرقات بمتاهات ليس فيها سوى الألم حل واستوطن الروح ..والقلب بات عريان ....
وهكذاأصبح حال البلدان ..
حدود قطعت الأرحام من الوصال وشتت الشمل وأصبحنا شعائر للخذلان ...
.نحتاج جواز سفر لنعرف عن جنسيتنا ونحن من أصل واحد وكلنا للإنسانية نحمل هوية كل الأوطان .... نادى الغرب تعالوا هاهنا الأمان فنحن من سينقذ العرب ونستعلي القمم لهذا الزمان ....
.أيدي تلطخت بدماء ابنائنا وهدمت كل معالم حضارتنا ويقولون هكذا حكم الزمان ...
تركونا نهرول لا يُعرف لنا مصير ومستقبل غامض
كله بيد الرحمن ......
.نعود لتلك القصص التي تعلمناها كيف الأب يحمل عيدان الكبريت ليعلم الأبناء كيف اللحمة وما مصير التشتت وكأنه يقصد هذا الزمان.......
 هذا أصبح حالنا أنأسف على حالنا أم هي أقدار تجاري العصر والتقدم وشاشة الألوان .......
 هي قصص أصبحنا نعيشها ونقول ليتنا نعود لأيام زمان ..
بقلم /هيفاء البريجاوي

ليست هناك تعليقات: