الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

قصيدة غزلية " من بحر الخفيف "

يُستلذُ العذابُ بعد العذابِ
إن موتي على يدَي أحبابي

فأجيبي على السؤال بفهم
إن فهم السؤال نصف الجوابِ

لِمَ ترمين قلبه بسهامِ
وتقولين ليس من طلّابي

فلِمَ استقبلتِ الفؤاد بشوقٍ
وغرامٍ وقلتِ ذلك بابي

إن تشأ خطبتي فأهلًا وسهلًا
فأنا أهوى الحب يا خُطّابي

فخدعنا بقولها فذهبنا
فوجدنا الأسى على الأبوابِ

نصبت لي مشانقًا وفخاخًا
ترضع الموت في فم العزّابِ

بشّرتني حبيبتي بغريب
ومصيبات عند كتب الكتابِ

إنها في الهوى تميل لغيري
وتهيم الفتاة للأغرابِ

وأنا في مراكب الوهم وحدي
والهوى كاشر على الأنيابِ

 نست الشاعر الذي ذاب وجدًا
ومضى في نحيبه كالمصابِ

كل بيت يقوله من دماه
قد أعاد الدموع للكتّابِ

سوّدت صفحتي بقتل فؤادي
أفسدت عمري ثم أفنت شبابي

خرّبت دولتي بطعن رئيسي
سلّمتْ حكمها لأيدي الانقلابِ

قبح اللهُ فعلها في شهيدٍ
قتلته على سفوح الروابي

طرق الباب دون أي خداعٍ
أتحفته مع الهوى الكذّابِ

سلّمته إلى كفوف المنايا
باسم عشق به فنون الخرابِ

وجثا قلبها لقلب بعيدٍ
لم يكن في الجمال مثل غرابي

ظهرت عنده بوجه بشوشٍ
ونست من أتى من الأحبابِ

كيف تنسى حبيبها كيف تنسى
كيف ترميه غارقًا في العذابِ

حلبتْ شاته ونالت هناه
واستباحت دماءه للذئابِ

بعدها صار في الأسية يحيا
كقرار بمجلس النوّابِ

ذنبه أنه أتاها صريحًا
دون لفٍّ ودون لَيِّ الخطابِ

يا أباها طلبتُ منك فتاةً
أنصفوني في ردّكم بجوابِ

عصروا مهجتي بكرٍّ وفرٍّ
أوصلوني بها لحد النصابِ

تعبت نفسي من ميولي إليها
كيف تحلو الحياة بعد الغيابِ

طار حبي من العشوش سعيدًا
ليس يدري الذي هنا جرى بي

متُّ شوقًا ومن يرى لي ضريحًا
في ليال قست على العزّابِ

خِلتُ فيها عيون موسى وماء
جئتُ أسعى أقول أين شرابي

سمّمتني بظلمها ، والليالي
نصّبتني بل رمتني للضبابِ

حملتني جنازة بفلاةٍ
أشتكي للرياح والسحابِ

أيها الصبُّ كف عن حبها لا
تحرق القلب بالهوى الكذّابِ

فدع البنت تنتقي حيث شاءت
من أرادته من قلوب الشبابِ

هي مثل البنات في كل شيء
ليس فيها زيادة في البابِ

وا حبيبا ، يموت كل وفيٍّ
ويدوم الهناء بين الكلابِ

لا أريد التي نست دين قيسٍ
ومضت في ديانة الأغرابِ

حضنت كيسه بفرحة طفلٍ
فَرِحٍ بالنجوم والألقابِ

أحمد مكاوي

ليست هناك تعليقات: