السبت، 17 نوفمبر 2018

زمن الوداع

 أقول الشعر لا أبغي مقاما
يدندنني كما يبغي يراعي

 مددت إليك أشواقي لتصغي
أيا وطناً أبى حتى سماعي

 على جثث الكؤوس عصاً تنوح
وما بالكأس من شاةٍ لراعي

 نعم في العين دمع يعتريها
مداد الدمع للأحزان ساعِ

 وقد سُكبت دموع الشعر تترى
على المكلوم إذ تلقاه واعِ

 سألتك بالذي خلق البرايا
ألا فارفق بقلبي والتياعي

 أما والله صرنا في زمانٍ
يشيب المرء من وقت الرضاعِ

 فإن أشغلت نفسي في سؤالٍ
يجيب الجاهلون فما الدواعي؟

بلاد العرب أحزاني وخوفي
وقد باتت بلا جندٍ قلاعي

أبوح بآهتي للشعر يبكي
وبينهما فؤادي في صراعِ

 على وجع القصيد أفاق صدري
فرشتُ له لكي يغفو ذراعي

تمتّعني الحروف بكل جرحٍ
وأدفع عن جراحاتي متاعي

ألا يا دهر خبّر دار قومي
بأنَّ الحب في زمن الوداعِ

فاطمة عايق

ليست هناك تعليقات: