ما يدعو للأسف
خاطرة
بقلم الدكتور محمد القصاص
يفاجأُ المرءُ بأنَّ كثيرا من العلاقات التي تنشأ بين الناس ، إنما هي علاقات واهية تعتمد على تحقيق مصالح ما ، وتبادل منافع لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل هي لا ترتكز على قاعدة ثابتة ومتينة أبدا ، في أغلب الأحيان تفضي مثل هذه العلاقات الواهنة إلى فشل ذريع ، بعد أن يكتشف كل طرف من الأطراف بأنَّ الآخر يخدعه أو يساوم على مصداقية العلاقة معه ، يخدعه بالمظاهر ، وبالوعود الكاذبة التي تعتمد على أسس واهية ، وربما تنهار في أية لحظة وبمجرد هفوة بسيطة أو خطأ غير متعمد .
لم تعد هناك ثقة بأحد ، إلا من رحم ربي ، ولهذا فإن العلاقات التي تبنى على ثقة ومصداقية ، قد يتعذر الوصول إليها بكل بساطة . وإن النتائج التي تنتظر هؤلاء تكون مؤلمة ، مؤلمة إلى الحد الذي لا يمكن تحمله ، فكلٌّ له إحساسهُ ومدى تحمله ، ولكن بقدر ما يحمله من وفاء وصدق تجاه الآخر .
لم تكن تجربتي الأولى ، حين عاهدتُ صديقا لي ، ووثقتُ عهدي معه بأغلظ الأيمان ، وأشهدت الله أن تبقى هذه العلاقة ثابتة صلبة لا تهاون فيها ، وفي النهاية ، لم أجد سوى وعودا كاذبة ومواثيق هشَّة لا تصمدُ أمام تيار الخيانة بحال من الأحوال .
نأيت بجانبي ، وانتبذتُ مكانا قصيا ، إلى حيث أجد نفسي بمعزل عن مثل هذا الضياع والرجسْ ، لا تستغربوا كم هي كبيرة تلك السخافات التي بدأت أواجهها بين حين وآخر ، من خلال إشارات بها إثارتي ، وإشاعة الحقد والكراهية في نفسي ؟!
هي حال بعضٌ من الناس في مجتمعنا المتخلف ، والذي لا تقوِّمُه حضارةٌ ولا ثقافة ولا فكر ، معتقدا بأن السخافة إلى هذا الحدّ قد تشعل نيران الغضب لدى الآخر ، وتؤجج الرغبة لديه للانتقام في ساعة من الساعات .
مشكلتي أنني تربيتُ على فضيلة أعتبرها تساعدني في تحمل المشاقّ ، وعدم الانجراف وراء سخافات البعض ، فأكون دائما بعيدا عن الإثارة والتوتر ، ولا أجد أجمل من أن أتحمل كل شيء من أجل أن لا أضع نفسي في نفس السخافة والكراهية والتخلف التي أراها من بعضهم ، لئلا يعتقدوا بأنني سهل الإثارة ، ويمكن أن أنجرف بتيارهم بسرعة ..
أنا بمحافظتي على اتزاني هذا ، مطلوب مني أن أحافظ على ما كان بيني وبين أصدقائي من أسرار لا تسمح كرامتي البوح بها ، أو التكلم عنها لأحد من خلق الله ، وإن لم أكن كذلك ، فأنا لستُ من الإنسانية في شيء أبدا ، لكي لا أصبحُ لقمةً سائغة للعبث والانجراف في تيارات الآخرين التي لا أحبها أبدا ، وأكرهُ أن أتصف بها ما حييت .
هذا ما أردتُ قوله ، فمن أراد أن يتخذ كلامي هذا هزوا فله ما أراد ، وإن أراد أن يتوقف عن الإساءة والإثارة والتحدي فإن ذلك مردود عليه بالإيجابية والتخلق بأخلاق العظماء .
والله هو الهادي إلى سواء السبيل ...
خاطرة
بقلم الدكتور محمد القصاص
يفاجأُ المرءُ بأنَّ كثيرا من العلاقات التي تنشأ بين الناس ، إنما هي علاقات واهية تعتمد على تحقيق مصالح ما ، وتبادل منافع لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل هي لا ترتكز على قاعدة ثابتة ومتينة أبدا ، في أغلب الأحيان تفضي مثل هذه العلاقات الواهنة إلى فشل ذريع ، بعد أن يكتشف كل طرف من الأطراف بأنَّ الآخر يخدعه أو يساوم على مصداقية العلاقة معه ، يخدعه بالمظاهر ، وبالوعود الكاذبة التي تعتمد على أسس واهية ، وربما تنهار في أية لحظة وبمجرد هفوة بسيطة أو خطأ غير متعمد .
لم تعد هناك ثقة بأحد ، إلا من رحم ربي ، ولهذا فإن العلاقات التي تبنى على ثقة ومصداقية ، قد يتعذر الوصول إليها بكل بساطة . وإن النتائج التي تنتظر هؤلاء تكون مؤلمة ، مؤلمة إلى الحد الذي لا يمكن تحمله ، فكلٌّ له إحساسهُ ومدى تحمله ، ولكن بقدر ما يحمله من وفاء وصدق تجاه الآخر .
لم تكن تجربتي الأولى ، حين عاهدتُ صديقا لي ، ووثقتُ عهدي معه بأغلظ الأيمان ، وأشهدت الله أن تبقى هذه العلاقة ثابتة صلبة لا تهاون فيها ، وفي النهاية ، لم أجد سوى وعودا كاذبة ومواثيق هشَّة لا تصمدُ أمام تيار الخيانة بحال من الأحوال .
نأيت بجانبي ، وانتبذتُ مكانا قصيا ، إلى حيث أجد نفسي بمعزل عن مثل هذا الضياع والرجسْ ، لا تستغربوا كم هي كبيرة تلك السخافات التي بدأت أواجهها بين حين وآخر ، من خلال إشارات بها إثارتي ، وإشاعة الحقد والكراهية في نفسي ؟!
هي حال بعضٌ من الناس في مجتمعنا المتخلف ، والذي لا تقوِّمُه حضارةٌ ولا ثقافة ولا فكر ، معتقدا بأن السخافة إلى هذا الحدّ قد تشعل نيران الغضب لدى الآخر ، وتؤجج الرغبة لديه للانتقام في ساعة من الساعات .
مشكلتي أنني تربيتُ على فضيلة أعتبرها تساعدني في تحمل المشاقّ ، وعدم الانجراف وراء سخافات البعض ، فأكون دائما بعيدا عن الإثارة والتوتر ، ولا أجد أجمل من أن أتحمل كل شيء من أجل أن لا أضع نفسي في نفس السخافة والكراهية والتخلف التي أراها من بعضهم ، لئلا يعتقدوا بأنني سهل الإثارة ، ويمكن أن أنجرف بتيارهم بسرعة ..
أنا بمحافظتي على اتزاني هذا ، مطلوب مني أن أحافظ على ما كان بيني وبين أصدقائي من أسرار لا تسمح كرامتي البوح بها ، أو التكلم عنها لأحد من خلق الله ، وإن لم أكن كذلك ، فأنا لستُ من الإنسانية في شيء أبدا ، لكي لا أصبحُ لقمةً سائغة للعبث والانجراف في تيارات الآخرين التي لا أحبها أبدا ، وأكرهُ أن أتصف بها ما حييت .
هذا ما أردتُ قوله ، فمن أراد أن يتخذ كلامي هذا هزوا فله ما أراد ، وإن أراد أن يتوقف عن الإساءة والإثارة والتحدي فإن ذلك مردود عليه بالإيجابية والتخلق بأخلاق العظماء .
والله هو الهادي إلى سواء السبيل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق