الاثنين، 27 أغسطس 2018

قالوا عني صعيدي عبيط

قالوا عني
كيف لصعيدي عبيط
كيف لفلاح بسيط
كان يركب الجاموسة وهو طفل صغير
وكان يحرس معزته الصديقة من الذئب الخجول
ويحرس الذئب الوحيد من كلب الحراسة
ويحرس الكلب الضعيف من وحشة الليل
ويحرس الليل الشريف من اللصوص
ويحرس اللصوص من الخوف من الفجر القريب
ويتوسد ذراعيه تحت شجرة الجميز العجوز
ويعد النجوم نجمة نجمة
وكلما سقطت نجمة يخبأها في قلبه الحنون
ليهديها لأمه الطيبة
التي تخبز الشمس
خوفا عليه من نفسه
كيف لهذا العبيط
أن يكتب القصيد
إنه قد يغرق في بحر من بحور العروض
حينها فكرت
أن أشتري خروفا للثلاث نعجات العازبات
وأصحوا باكرا
لأركب حمارتي الغبراء
وأهش علي غنمي
وأفلح أرضي
وأزرع قصب السكر
حينها كانت ستفرح أمي أكثر
وحينها أيضا كان سيربح الشعر أكثر
لولا أني لبثت في الغربة عشر سنين
وتركت أمي وحيدة
وقد عودتها أن أهديها نجمة وقبلة علي جبينيها
فقررت أن أشنق البحر الذي يفصلنا
وأطلق النار علي المسافات البعيدة
 وأهديها هذي القصيدة
ثم أعود كما كنت
صعيديا عبيط
شاعرا لقيط

محمد جاويش مصري مقيم بالمملكة المغربية

ليست هناك تعليقات: