في رسالتها رصاصة
التقيتها صدفة ، بل القدر جمعنا ، كانت جميلة ، هادئة كنسمة في ليلة صيف ، وإذا ابتسمت اشرقت شمس الربيع على محياها . تقربت منها ، فكانت روحها أجمل ، بقلبها الطيب البرئ براءة الأطفال ، وسريرتها النقية الطاهرة ؛ عاملتها معاملة الأميرات ، أغدقت عليها بجميل الكلمات ، كلماتي التي كانت من نصيب الكثيرات ، ولأنها صادقة صدقتني ، وكعادتي إذا أنا أوقعت بضحيتي ، اختلقت الأعذار وأوهمتها بظروفي الصعبة لأهرب أو بالأحرى للبحث عن ضحية أخرى . كنت اتعمد أن لا أرد على اتصالاتها ، وأتجاهل رسائلها على جوالي ، وأتحاشى المرور بالأماكن التي ممكن أن نلتقي فيها ، وإن التقيتها أكثر النظر لساعتي حتى أوهمها بأنني كثير الأشغال ، وأرسم على وجهي ملامح الحزن ، وأنا في هذا أبرع إنسان ؛ كنت أشتكي لها مشاكلي وظروفي وكانت تتألم لحزني ، وتحاول التخفيف من آلامي ، ومرت الأيام على هذا المنوال ، وزادت الهوة بيننا وغذيتها أنا بإهمالي ، وانقطعت عني رسائلها وما بقي بيننا أي تواصل أو اتصال ، وبدأ الفراغ يأكلني ؛ فراغ ما شعرت به من قبل ، لأنني غيرت عاداتي و ما رحت أبحث عن ضحية جديدة ، واتصلت بها ما ردت على اتصالي ، كررت الإتصال وكان الرد صمت رهيب ، ولأول مرة اشعر بغصة أن لا يرد على اتصالك ، و بعد ظلمة أيام مرت ثقيلة رن هاتفي معلنا وصول رسالة ، كانت منها ، ضغطت على زر القراءة، بدأت رسالتها بالسلام ، وسؤالها عن صحتي وظروفي وأحوالي ، و بعدها جاءت قنابلها التي هزت أركاني ؛ كانت كلماتها مؤدبة راقية ، لكنها صواريخ وقذائف مزقت أحشائي .
عفوا سيدي ، لقد دخلت حياتي دون استئذان ، ومثلت علي الطهر والصدق وأشهدت الله على ما في قلبك وعلى صدق نواياك ، ولأنني من الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم صدقتك ، عشت معك ألمك الزائف وكان قلبي ينزف لأجلك ، انا يا سيدي لا أهوى ممارسة لعبة المد والجزر ، كنت في اليوم أجد لك ألف عذر ، لكن مع كل عذر كاذب كنت أدق مسمارا بنعش حكايتنا ، وانتهت الأعذار الكاذبة ، وانكشف الوجه الحقيقي لإنسان كنت أظنه من الملائكة ، وأدخلت النعش في القبر ، وغطيته بتراب النسيان ، وليتك أنت أيضاً يا سيدي تنسى رقمي وإسمي وعنواني ، ولعلمك سيدي لن أموت من دونك ، فانا سأعيد بنائي من رمادي .
مع تمنياتي لك بالهداية وصلاح الحال
تجمدت بمكاني أظلمت الدنيا بعيني ، هي لم ترسل رسالة ، بل صوبت مسدسها نحو صدري، وأطلقت رصاصتها ، فحولتني إلى أشلاء يصعب جمعها ، ليتها تعود وتجمعني .
*****فضيلة عبد الوهاب*****
التقيتها صدفة ، بل القدر جمعنا ، كانت جميلة ، هادئة كنسمة في ليلة صيف ، وإذا ابتسمت اشرقت شمس الربيع على محياها . تقربت منها ، فكانت روحها أجمل ، بقلبها الطيب البرئ براءة الأطفال ، وسريرتها النقية الطاهرة ؛ عاملتها معاملة الأميرات ، أغدقت عليها بجميل الكلمات ، كلماتي التي كانت من نصيب الكثيرات ، ولأنها صادقة صدقتني ، وكعادتي إذا أنا أوقعت بضحيتي ، اختلقت الأعذار وأوهمتها بظروفي الصعبة لأهرب أو بالأحرى للبحث عن ضحية أخرى . كنت اتعمد أن لا أرد على اتصالاتها ، وأتجاهل رسائلها على جوالي ، وأتحاشى المرور بالأماكن التي ممكن أن نلتقي فيها ، وإن التقيتها أكثر النظر لساعتي حتى أوهمها بأنني كثير الأشغال ، وأرسم على وجهي ملامح الحزن ، وأنا في هذا أبرع إنسان ؛ كنت أشتكي لها مشاكلي وظروفي وكانت تتألم لحزني ، وتحاول التخفيف من آلامي ، ومرت الأيام على هذا المنوال ، وزادت الهوة بيننا وغذيتها أنا بإهمالي ، وانقطعت عني رسائلها وما بقي بيننا أي تواصل أو اتصال ، وبدأ الفراغ يأكلني ؛ فراغ ما شعرت به من قبل ، لأنني غيرت عاداتي و ما رحت أبحث عن ضحية جديدة ، واتصلت بها ما ردت على اتصالي ، كررت الإتصال وكان الرد صمت رهيب ، ولأول مرة اشعر بغصة أن لا يرد على اتصالك ، و بعد ظلمة أيام مرت ثقيلة رن هاتفي معلنا وصول رسالة ، كانت منها ، ضغطت على زر القراءة، بدأت رسالتها بالسلام ، وسؤالها عن صحتي وظروفي وأحوالي ، و بعدها جاءت قنابلها التي هزت أركاني ؛ كانت كلماتها مؤدبة راقية ، لكنها صواريخ وقذائف مزقت أحشائي .
عفوا سيدي ، لقد دخلت حياتي دون استئذان ، ومثلت علي الطهر والصدق وأشهدت الله على ما في قلبك وعلى صدق نواياك ، ولأنني من الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم صدقتك ، عشت معك ألمك الزائف وكان قلبي ينزف لأجلك ، انا يا سيدي لا أهوى ممارسة لعبة المد والجزر ، كنت في اليوم أجد لك ألف عذر ، لكن مع كل عذر كاذب كنت أدق مسمارا بنعش حكايتنا ، وانتهت الأعذار الكاذبة ، وانكشف الوجه الحقيقي لإنسان كنت أظنه من الملائكة ، وأدخلت النعش في القبر ، وغطيته بتراب النسيان ، وليتك أنت أيضاً يا سيدي تنسى رقمي وإسمي وعنواني ، ولعلمك سيدي لن أموت من دونك ، فانا سأعيد بنائي من رمادي .
مع تمنياتي لك بالهداية وصلاح الحال
تجمدت بمكاني أظلمت الدنيا بعيني ، هي لم ترسل رسالة ، بل صوبت مسدسها نحو صدري، وأطلقت رصاصتها ، فحولتني إلى أشلاء يصعب جمعها ، ليتها تعود وتجمعني .
*****فضيلة عبد الوهاب*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق