الاثنين، 29 أكتوبر 2018

بوح هذا التغريد لمن

ابوح بالاشواق متى رحلت
ويومها كاني انا  منكم انتهزت
سلبتوني فؤادي بايديكم انا قتلت
يا ويلتي انا الحزين بدمعي ما سلوت
حتى بفلذة كبدي بين سيولكم قد سلبت
اخذوني للقهر مكابدة لسهر الأعمار فما نمت
جرحتني الايام بالاحزان بغصاتها فما انا شفيت
علقتني على الجسور مثكل بالدموع فحتى قهرت
وصاغني الحرف بالام حتى لكل الافراح قد نسيت
هذه سنين عجاف علي والتي بها من العذاب انهكت
لا بقي لي مال ولا ولد وكلهم بين سيولكم قد فقدت
فصبر جميل يا رب العزة لحكمك وبالامي عليهم هنت
حزينة كل دموعي الملتهبة حين تجرعتها  ولها شربت
فصرت اقارع دهور الاحزان والالام اينما  انا قد ذهبت
لا فرق بين امس ويوم وغد عندي  فمن الان لما تالمت
فانا الباكي اطفالي على جسور الويلات كلما لهم ندبت
اسكرني بخمر الظلم الاف الاعوام لا اعلم كيف سكرت
انشدث القصيد رجوف على مقابري ولا اعلم بما بحت
هى زفرات احزان خضتها كموج الميت وهناك فغرقت
اخذوا قميصي وتقاسموا جسدي بينهما حيث انا كنت
اقرعوا الاجراس على جراحي بساحاتكم حيث صلبت
اقاموا صلاة الغائب علي جهارة وانا بينهم حيا ما مت
حبسوني بالردم المتقلب عنوة واني بجهالة  قد فقدت
كتبوا على النعش نعيهم انه حديث العهد اني انتحرت
هناك قد جعلوا مقبرتي بالصحراء دون نعي فما ذكرت
يا ويلي عليك يا ايها الانسان باي الاثمان كأنسان بعت
اي سلع باسواقك المهملة لغبرة التراكم عليك اصبحت
فمن اين اتيت لعالمك المجهول ومن يا هذا كنت  انت
اقيمتك بين الخراب قطع تباع بالرخص حتى رخصت
فما كانك الا اهاناتهم القاسية بالزرع حتى عليهم هنت
هناك قبرك بين شوكهم كالميت بحقلهم الملعون زرعت
انهض يا قانون العدل واقتص لظلمي بميزانك انا بعت
اهملوني على الاسرة عندما اتيتهم غريق وكم جرحت
قطعوني الى اشلاء للملح طعام جياع حين انا مرضت
قالوا لا يستحق ليكون بيننا كبشر انا الصدوق ما خنت
هذا ثراي الذي تعشقته هنا به دفنت ومنه انا احتضنت
لأن لامني بكره الحسود والعزول عنه يوم ما قد سألت
هي اقدار يا ربي لسنيني التي بها بايماني لك قد آمنت
اعلم أنها هي المشيئة المباركة التي بها علي قد حكمت
حسبي الله على القدر الذي انا عشته وكيف فيه حزنت
باكية جميع الاحزان دموعها لم تعلمني لما انا قد بكيت

                                      الشاعر
                           د . عيسى نجيب حداد
                                    رحلة العمر

ليست هناك تعليقات: