الأحد، 23 سبتمبر 2018

أقبِّلها ولم أخشَ عذولا ...
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص

أقبِّلها ولم أخشَ عَــــــــــــذولا *** وأحميها بأحلامي العِــــــــــذابِ
فجئتكِ لا أبُالي من عَــــــــذابِ *** ولا من حاسِدٍ يَجْتاحُ بَابِــــــــــي
فأقضي العُمرَ مع أنغام روحي *** بِرغمِ الشامتِينَ على المُصَــــابِ
ألا إني عَزمتُ على مَسيــــــرٍ *** ولم أحسبْ لمن يبغي حسابــــي
صَبرْتُ وَخافقِي بالصَّبر يلهــو *** وسامَحْتُ المُسيءَ بلا عتـــــابِ
هناك الغادرون إذا تَــــــواروا *** أداروا السُّمَّ في نقع الشَّــــــرابِ
أداروهُ فكان الغَدرُ منهـــــــــم *** كنقع الصَّابٍ في سمٍّ مُـــــــذابِ
سيمضي الغادرون إذا تَمَـادوْا *** فخانوا بالرَّوَاحِ وبالذهـــــــــابِ
يروحُ الغادرون إلـــــى زوالٍ *** ويغدو الحاقدون إلى التُّـــــرابِ
أقول لحاسِدي أجنيْتَ ظُلْمــــا *** وزُورا هل تعودَ إلى المَـتَـــابِ
أيُقصيني الأحبةُ دونَ ذنْــــبٍ *** ويهجوني بلا سَببٍ صِحابــــي
فلا تحسبْ بأنكَ حُزْتَ علمــا *** وأنَّ سِواكَ يكفيهِ التَّصابـــــــي
لتعلمَ أنكَ الباغي بظلـــــــــــمً *** وأنَّك قد أسَأتَ ولم تُحَابـــــــي
سيعلمُ كلُّ غَدَّارٍ بأنِّـــــــــــــي *** عفيفٌ بالحُضورِ وبالغيــــــابِ
فلن أحني لباغي الذلِّ هامـــــا *** ولن يَنزِفْ إلى بطلٍ صَوابِـــي
ستعلوا هامتي ويَبيتُ قلبــــــي *** نقيَّا لا يَعيبُ ولا يُحابـــــــــــي
وإني إن حَضَرْتُ أكونُ شهما *** وترقى هامتي فوق السَّحَــــابِ
تُزِينُ الناسَ في ميزانِ غِـــشٍّ *** وتغدو بالمهانَةِ والسِّبَــــــــــابِ
لأنَّكَ أدنى خلقِ الله خُلْقَــــــــا *** وأدنى منزلا عندَ الحِسَــــــــابِ
فبعضٌ قد شَكَاكَ به مِــــــرَارٌ *** وبعضٌ يشتكي ألمَ المُصَـــــابِ
أنا أسمو بأفكاري وعلمــــــي *** وبعضٌ باتَ مادونَ التُّــــــرابِ
أنا عَلَمٌ من الأعْلام أسمـــــــو *** ويكفيني التألقُ باغترابـــــــــي
فكم لي من صداقاتٍ وصَحبٍ *** وأحبابٍ فما انتظروا ثوابِـــــي
وأمَّا مَا عَهِدْتَ فأنْـــــتَ أدرى *** أقاويلاً ، سَرابا في سَـــــــرابِ
طُعِنْتُ بخافقي غدرا فأوهـــى *** ضُلوعي من رماحكَ والحِرَابِ
شكوتُ قضيتي نذلا مريبــــــا *** فجاء الردُّ أقبحُ من مُصابــــــي
تعبتُ من الصَّداقةِ حين تنبـــو *** سيوفُ الحَقِّ عن مهوى الرِّقَابِ
فكان الزيفُ في وَجَنَاتِ غَـدرٍ *** أضاعَ الحَقَ في صدقِ الجَـوابِ
تُعيبُ سِواكَ ظُلما وافْتِـــــرَاءً  *** أأدركتَ المُعيبَ من المُعَـــــابِ
أتلقاني بوجْهٍ حين تأتـــــــــي  *** ووجهٍ غادرٍ عند الغِيــــــــــابِ
ألا إنِّي عَتبتُ فساءَ عُتبـــــى   *** لأني قد أضعتُ به عِتَابِـــــــي

ليست هناك تعليقات: